ظهرت الفنانة التشكيلية السورة هالة فيصل عارية احتجاجا على حال بالامه العربية فهل تظهر من جديد عارية احتجاجا الى ما وصلت اليه الاوضاع في سوريه .. أي كان السبب في الخروج فهي ظاهره غريبة على مجتمعاتنا الشرقية ان تخرج المرأه عارية وهذا ما نشر عن الحادثة من قبل.
لست ممن تهتم كثيرا بالرد أو التعليق على الأحداث الساخنة أو الأقل سخونة، معتبرة بأن الحدث نفسه يملك بذور صيرورته في قلب حركيته ذاتها، لكنني أردت هنا أن أسجل تضامنا خاصا مع وقفة الفنانة التشكيلية السورية هالة فيصل، والتي كتبت على جلدها، دون رتوش قصة يأس هذا الجيل العربي المعذب، وصرخت بأسمه في وجه الظلم في قلب مدينة نيويورك تحت سمع وبصر الأرض. وأن أقول لها بأن هناك من يؤيد حركتها، ويرى أن ما فعلته يرتقي إلى مصاف الرفض المقاوم الرائع التفاصيل، المغلف برداءات الكرامة والجرأة والقول بالمعروف. بل أنه يتأكد بين ما اختارت أن تقوله هي "بشجاعة التعري" أمام الحقيقة، وبين الجبن العربي بكل أنواعه، المتستر تحت أركام من الخديعة والانكسار واللا رجولة، وقفة بذاتها هي الشجاعة.
فأن العراق ما زالت محتلة، وأن فلسطين ما زالت محتلة... وكل ما يبحث عنه العقل العربي هو كيف يستر جسد المرأة. وكأن كرامة الأمة بكاملها تنهض بين فخذي الأنثى لا غير أو تحت جلبابها الواسع..
في قفزة من نوع الموت على كافة أشكال الاغتصاب الآخر الذي أصاب الأمة وأراضي الأمة....، دون أن يزعج ذلك الشارع العربي النائم.. فأين هم شيوخ المساجد والمنابر الذين يتوعدون الأنثى حرقا بالنار إذا ما أظهرت بعض من شعيرات رأسها، من تلك الأرض الطاهرة التي "عصفت بها الأقدام الهمجية"؟؟
الخطاب الذي نسجته هالة على جسدها
على أنني هنا أردت أن أتوقف لقراءة خاصة في خطاب هذه الفنانة "الأنثى" المعاند / الموجز، فهي عبر هذه الجملة التي تناقلتها وسائل الأعلام في العالم تقول:
"آمل ألا يساء فهمي وبشكل خاص من قبل الناس المتديّنين، فالله ضد الحرب وأي شئ نقوم به للتعبير عن رأينا سيكون ضد الظلم، وما تفعله أمريكا لا يعبر عن الشعب وخاصة في نيويورك لأنهم ضد الحرب لذلك أيدني أهالي نيويورك ووقفوا معي".
تقرر في الواقع أكثر من حقيقة: أولها أنها لم تبحث على الإطلاق استفزاز مشاعر "المتديّنين" المسلمين منهم وغير المسلمين، غير أن حدث الصدمة يحتاج منها بعض من "الخروج عن المألوف" وربما القفز على كل ما هو متعارف عليه، وكسر حاجز العادة، والخوف، والتردد... إي الانزلاق في البعد المشاغب بإطلاق ودون أدنى نية في الأخذ بالاعتبار عما يمكن أن يزعج الناس. بل لعل هذا الإزعاج بنفسه هو ما يبحث عنه الحدث المناضل..
أي إحداث الأثر المستفز، والمبهوت والمجبورعلى النظر في عين الشمس "دون غربال".
أما الحقيقة الثانية وهي على درجة كبيرة من الأهمية ، فهي أن العداء للحروب التي تشنها أمريكيا على بلداننا العربية لا يعني على الإطلاق عداء لأمريكا أو للشعب الأمريكي ، ومنهم الكثيرين كما أشارت ممن يقفون مع القضايا العربية ، والذين يكرهون الحرب ، ويخرجون في المظاهرات التي تندد بهذه الحروب.... وهم قد وقفوا معها في "حركتها/الرمز / المقاومة" /والفنانة / الراقية والعارية عن إي زيف أو خداع أو مخادعة أو ملابس تتستر على العار العربي.
لذلك، أن أدعو معها، ليس فقط باتجاه عدم محاولة "فهمها خطأ" كما يقال، ولكن فهمها على ما يجب أن يكون عليه الفهم..... إي أنها قد استطاعت أن تلمس عين الحقيقة، وأن تمتطي جياد الصدق والشجاعة وأن تصرخ في وجه الظلم أن " أوقفوا الحرب".
أن أرحموا أبناء العراق، و أرض العراق، وأن عودوا "بالأولاد" الأمريكيان الأبرياء الذين يموتون عطشا وقتلا في العراق، بينما يتمدد بوش على أغطية من الحرير في البيت الأبيض حيث تحميه أجهزة الكون من لمسة هواء...
أن يسمعوا نداء الشعوب العربية، ويأخذوا بجاه صرخات فلسطين المجروحة، وأنين العراق الممزقة وأن يسعفوا الضمير العربي الذي جثمت على كاهلة جبال من الأحباطات، ولو بشيء قليل من الأمل.
هذا ما تقوله هالة بروح عذبة مشاغبة مقاتلة ومعنية، فهل نملك أن لا نكون معها، أو أن نخذلها كما خذلتنا كل محطات التاريخ حتى الآن؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق