أريد في هذا العيد حزاماً ينسف الأسماء العبرية في قرى حيفا.. والاسماء العربية في وثائق السلام والاستسلام. أريد قضيتي القديمة التي أضعتها..أريدها قضية وطنية، قومية، ولا تكون خبراً عاجلاً ولا شفقةً.أريد حجراً، يخرج من يدٍ مقطوعة.. ليُفهم قصص التوراة أن الجثث تخرج غاضبةً في بلاد العرب… وأن الطيارات الحربية قد تكسر زيتونة.. قد تكسر نخلة.. لكنها لن تكسر شعباً.. لن تكسر طفلاً لا زال يتعلم ما طعم ا لثورة في الزيت الفلسطيني
اخوتي أبناء أرضكم، الثائرون في بلادكم، بلادنا، أخاف أن يصيبنا داء الخبَر، أن يصبح غضبكم كغضب أطفال فلسطين، خبراً عادياً يملأ المقدّر من وقت النشرة، كأخبار الطقس، أن يصبح موتكم كموت العراقي، خانة جانبية في صفحة الوفيات اليومية المعروضة للعرب، أخاف السقوط المخيف في التحليل السياسي، وفي فواصل الإعلان على الشاشة، فاخرجوا من عدّادات القتلى، وصيروا عدّاد الحرية والكرامة
فقط حين ننقرض، فقط حين يهرب آخر زندٍ من آخر اعتصام يسأل الدولة عن عنوانها، حين تخرج آخر ضفيرة كانت تغني للفقراء وللاجئين وللحرية وللعلمنة من الكادر، فقط حين ينتهي هذا الجيل المتعب بأحلام تشيخ وتكبر ثم يثقبها النظام الحاكم بالغدر، فقط حين يقطع آخر شلح ياسمين كان يظلّل الشعب برائحة جميلة، فقط حينها، سأقول عنك يا وطني: مزبلةً كبيرة والى ذاك الحين..انت قطعة من السما
أخي العدو ....يا ابن أرضي سوريا..سيحب طفلك طفلي وسيلعبان معا في باحة المدرسة فوق آثار دمائنا أحببنا ذلك أم لم نحب...سيكبر ولدك ويحب ابنتي وسيتزوجان رغما عنا وسينجبون أطفالا من صلبنا معا ...سيكبرون ويعمرون سوريا بالحب لا بالكره...لن يرثوا منا أحقادنا وسيكتبون عنا..كم كان آباؤنا أغبياء....كم كنا أغبياء يا أخي العدو...فأنا لست العدو ولست أنت العدو...ألا تدرك ذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق